في أيامنا هذه، تحتوي جميع السيارات الحديثة تقريباً على الكثير من الحساسات مثل حساس الطرق والأجهزة الإلكترونية، وهذه الحساسات تسهم في تنظيم عمل محرك السيارة، وتقديم أفضل أداء ممكن بأقل استهلاك للبنزين وأقل وقت، مع السعي لإطالة عمر بقية أجزاء السيارة إلى أكثر وقت ممكن، وحماية السائق والركاب من الحوادث، والحفاظ على السيارة من الاصطدام.
ويوجد في السيارة ما يزيد عن 12 حساس مختلف، كل منهم له وظائف مختلفة، وأهمية محددة، وموقع معين في السيارة قد يتغير أو لا يتغير، ولكن المشترك بينهم أنهم يقومون بجمع المعلومات والبيانات المطلوبة منهم، ثم يرسلونها إلى كمبيوتر السيارة (وحدة التحكم الرئيسية في السيارة)، الذي يقوم بتحليل هذه البيانات ومعالجتها، ومن ثم يتخذ القرار المناسب حول القيام بأمر معين، ويرسل التعليمات إلى أجزاء السيارة أو الحساسات مرة أخرى، أو يقوم بتنفيذ أمر ما يصب في مصلحة السيارة والسائق.
ولقد تطرقنا في مقالات سابقة على موقع سبيرو إلى الحديث عن بضعة حساسات مهمة في السيارات، وسنتحدث في هذا المقال عن أحد حساسات السيارة الضرورية، ألا وهو مستشعر أو حساس الطرق، ونشرح وظيفته، ومكان تواجده، وعلامات تلفه، فابقوا معنا.
ما هو حساس الطرق؟ وما هي وظيفته؟
حساس الطرق هو عبارة عن مستشعر في السيارة، تكمن وظيفته في الإحساس بالاهتزازات أو الأصوات التي تنجم عن خلل في إشعال خليط الوقود والهواء ضمن المحرك، حيث يقوم الحساس باستشعار هذه الاهتزازات والأصوات الناتجة ويكشف عنها، ثم يرسلها على شكل إشارات إلكترونية إلى حاسوب السيارة، الذي يقوم بدراسة وتحليل المعلومات، ومن ثم يقرر فيما إذا كان يتوجب تعديل وقت الإشعال أم لا.
ويتواجد حساس الطرق إما على جسم المحرك أو على الأسطوانة، ويمكن ملاحظته عند فك وتركيب محرك السيارة، ولا بد لهذا الحساس من أن يعمل بشكل صحيح، حتى تكون القيادة سلسة ولا يواجه السائق تسارع مفاجئ أو غير صحيح، حيث أن تلف حساس الطرق لا يمكّن المحرك والسيارة من التسارع بشكل سريع في حالة القيادة بسرعة مرتفعة.
اقرأ أيضاً: عمود الكردان 3 علامات تدل على تلفه
علامات تلف حساس الطرق
هناك أكثر من علامة يمكن من خلالها معرفة فيما إذا كان حساس الطرق تالفاً أم لا، ويجب على السائق أو مالك السيارة أن يعرفها وينتبه إليها أثناء القيادة، ومن هذه العلامات نذكر لكم أبرزها:
ضعف العزم والتسارع: إن تلف حساس الطرق وتعطله، وعدم عمله بالشكل الصحيح، قد يؤدي إلى ضعف عزم السيارة، وعدم استطاعة المحرك على التسارع بشكل منتظم وطبيعي، ولكن ينبغي الانتباه إلى أمر مهم، وهو أن ضعف العزم وعدم القدرة على التسارع لا يعني بالضرورة أن حساس الطرق تالف، فهناك أسباب ودواعي أخرى لهذه المشاكل، منها أخطاء صفاية البنزين، أو انسداد بخاخات السيارة، وبالتالي لا بد من فحص السيارة بشكل جيد من خلال فني مختص لمعرفة سبب مشكلة ضعف العزم والتسارع.
الإحساس بصوت طقطقة وكتمة في المحرك: هي أبرز علامات تلف حساس الطرق، إذ يلاحظ السائق أنه يوجد كتمة في المحرك، وأنه لا يقدم أفضل أداء ممكن كما كان في السابق، وربما يسمع صوت طقطقة غريب مصدره محرك السيارة، وهذا الأمر يحدث غالباً أثناء القيادة بسرعات مرتفعة، أو نقل حمولة ثقيلة بواسطة السيارة، أو عند صعود طريق وعر ومرتفع.
عند ملاحظة هذه العلامات، يجب زيارة مركز الصيانة والفني المختص، لمعاينة وتشخيص المشكلة، وإصلاحها في أسرع وقت بدون أضرار زائدة.
إضاءة لمبة المكينة: تظهر لمبة المكينة وتضيء بشكل واضح في لوحة الإعدادات إذا تعطل حساس الطرق، ولكن ظهور لمبة المكينة أيضاً لا يحدد بالضرورة أن المشكلة هي تلف حساس الطرق، لأن تلف بعض الحساسات الأخرى قد يؤدي إلى نفس الأمر، لذلك يجب أن يتم فحص السيارة بشكل دقيق بواسطة الفني المختص، ليُحدد المشكلة الحقيقية ويعمل على إصلاحها.
انخفاض قدرة المحرك: يستطيع حاسوب السيارة أن يكتشف خلل وتلف حساس الطرق، وحينها تنخفض طاقة المحرك وقدرته، ولا يعمل بشكل صحيح، وعند انخفاض طاقة المحرك، ستعمل السيارة بطاقة أقل من العادة، ويهدف حاسوب السيارة من هذه العملية إلى إخبارك بوجود بعض المشاكل في السيارة وأجزائها قد تكون خطيرة وتحتاج إلى إصلاح سريع، وفي هذه الحالة أيضاً يتناقص عدد دورات المحرك في الدقيقة ليصبح أقل من 3000 دورة.
وبالتالي ستكون سرعة السيارة القصوى بين 50 إلى 75 كم، وهذا يعني أنك لن تتمكن من القيادة بسرعات عالية في الطرق.
وفي الحقيقة، لا داعي للقلق والخوف في حال تلف حساس الطرق وأنت تقود سيارتك في الطريق، لأن ذلك لن يؤثر على المحرك أو يتلفه، حيث يقوم حساس الطرق التالف بالحد من تبديلات تروس القير إلى الترس الثالث كحد أعظمي، وبالتالي تتمكن من قيادة سيارتك وإيصالها إلى الفني المختص لحل المشكلة قبل أن يتلف المحرك أو يصيبه خلل.
التعليقات